كيف لنا أن نفهم ذلك
تعتبر شمسنا هائلة الطاقة التي تمدنا بالضوء والقدرة على الحياة هي نجمة وحيدة فريدة وسط مئات بلايين النجوم ضمن مجرة درب التبانة التي نعيش فيها، هذه المجرة الحلزونية الشكل درب التبانة هي واحدة من مئات البلايين من المجرات حول هذا الكون.
تخيل معي المشهد؟ تخيل معي حجم الأرض من هذا الكون إذا ما عادلناها معه يمكنها أن تختفي ولن نجد لها وجود إذا تم التقاط صورة بانوراما" إلى هذا الكون، لتصبح الأرض من الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة نحن الآن تعيش على هذه البقعة الصغيرة من الكون لقد اختلفت الآراء كثيرًا حول تفسير ماهو الكون وأصله، لكن أكثر النظريات المتفق عليها من قبل الباحثين والفلاسفة بهذا الشأن هو أن الكون يدل على الحجم النسبي لمساحة الفضاء الزمكاني (الزماني والمكاني) اختصارًا، وهنا يتواجد كل شيء نجوم وكواكب ومجرات وكائنات حية وغير حية وأبعاد.
قصة الكون من أين أتى
في علم الكون الفيزيائي هناك نظرية سائدة، اسمها نظرية "الانفجار العظيم تفيد هذه النظرية أن الكون وجد بإنفجار كبير وأن الكون بحسب هذه النظرية كان في حالة حرارة شديدة فتمدد، وانه كان كتلة واحدة، كان ذلك بحسب التقديرات قبل أكثر من ١٣ مليار سنة وهذا هو عمر الكون لا يزال شابا يافعاً. بعد الانفجار العظيم ظل الكون خاليا من كل شيء سوى من مادة شديدة الحرارة تتطاير في جميع الاتجاهات وبعد فترة قصيرة بدأ الكون يبرد ليكون جسيمات صغيرة كالبروتونات والنيترونات والإلكترونات ثم التنمت هذه الذرات الصغيرة بفعل الجاذبية لتكون النجوم والمجرات.
ومن ثمه ظهر متوشالح أول نجم يولد في كوننا هذا النجم حير علماء الفلك الزمن طويل وذلك لاعتقادهم انه قد يكون أقدم من الكون نفسه
وبعدها بوقت قصير بحسب مقياس الكون، بدأت الثقوب السوداء بالتشكل والتي يعتقد العلماء انها بقايا نجوم منفجرة، ومن ثم بدأ الغبار الكوني بالتأين ليشكل ملايين النجوم الجديدة. وبعد حوالي 100 مليون سنة بدأ الكون يسخن مجددًا، وبدأت النجوم بتكوين عناقيد عرفناها اليوم باسم المجرات تكونت تلك المجرات من النجوم والغازات النجمية وبعدها تشكلت الكواكب ودبت الحياة في الكوكب الفريد الأرض ضمن هذا الكون.
طبعا لكن كانت نظرية الانفجار العظيم، أو كما سميت أولا افتراض الذرة الأولية" لواضعها البلجيكي جورج لومتر والذي كان عالم فلك وكاهنا كاثوليكيا، تفتقر للتوضيح حول ماهية الكون قبل الانفجار العظيم بلحظة واحدة، فمن وجهة نظر لومتر وكل الفيزيائيين الآخرين أن الزمان والمكان بدأ بالانفجار العظيم، ولا وجود لزمان ومكان قبله.
مجرد بعد 200 مليون سنة من الانفجار العظيم، بدأت تتشكل في السماء نقطة صغيرة باهتة الشكل، سميت لاحقا بمجرة درب التبانة وفي ذلك الوقت أيضا ظهرت ملايين بل بلايين المجرات الأخرى وبدأت تتشكل وتدور في أفلاكها، وقبل حوالي 11 ونصف مليار سنة ظهر كوكب اطلق عليه لاحقا اسم كابتان ، وهو أقدم كوكب خارج مجرتنا تم اكتشافه إلى الآن، لكن المفارقة أنه يشبه كوكب الأرض في كل شيء، حيث انه يقع في منطقة صالحة للعيش.
مجرة درب التبانة
قبل ما يقارب من 7 ونصف مليار سنة، حدث انفجار عظيم على بعد شاسع من مجرتنا، وهو انفجار "أشعة غاما بدأت هذه الأشعة بالانتقال في فضاءات الكون الواسع، ولم تصل إلى كوكب الأرض إلا في عام 2008 تخيل ذلك ! كان ذلك أبعد وأسطع انفجار في التاريخ، ولو كان قريبا من كوكبنا لأصبح أسطع منها ب 21 كوادر ليــــــون مــــــرة.
وقبل أكثر من ٦ مليار سنة، بدأت مجرة درب التبانة بأخذ شكلها الحلزوني المميز، وبعد فترة تشكل النظام الشمسي وهكذا استمرت النجوم في الانفجار والتشكل دون توقف وحتى يومنا هذا لا يزال الكون يتوسع ويتمدد وقبل 5 ونصف مليار سنة بدأ السديم الشمسي بالانهيار ليشكل سحابة عملاقة من الغازات والأغبرة النجمية، وبعد مليار سنة من ذلك تم تجميع المواد المتطايرة وتشكيل شمسنا التي نعهدها اليوم والكواكب في درب التبانة، وبعد بضعة ملايين من السنين ظهرت الأرض.
تابعنا على